هي الحياة

الصحفية: ريم عبد الباقي ، السعودية ، عن “”

يسألني صديقي ما الذي يجعلني أبتسم في وجه الحياة دائمًا .. سأخبرك ما علمتني إياه الأيام .. تعلمت يا صديقي أن أبقي ذراعي مفتوحتين مدى الحياة بكل ما تحتويه .. هل عليّ لا تبقي ذراعي أمامها ، أعانقها ، افتح صدري أمامها بلا خوف ، دعها تستحمني بكل ما بداخلها؟ لقد تعلمت أن أتقبل موجاتها المتذبذبة بهدوء ، وأن تلك الموجات هي التي تعطي كل لحظة من لحظاتها طعمًا ومعنى مختلفًا. لقد سئمنا من رتابة المذاقات الحلوة بعد أن اعتدنا عليها. الملل يقتل الحياة ويفقدها قيمتها. نحتاج أن نكون مشتتين ومشتتين أحيانًا لإعادة تجميع أنفسنا وتنظيم أنفسنا مرة بعد مرة .. لإعادة اكتشاف الزوايا المخفية التي لم نرها من قبل في داخلنا ، لم نكن ندرك وجودها من قبل ، لنكتشف في كل مرة أننا أقوى من فكرنا ، لكي نصبح أكثر صعوبة وهدوءًا ، فأنا أقدر فهمنا لأنفسنا والعالم من حولنا. لم يعد الحزن يخيفني يا صديقي .. لقد تعلمت احتوائه وتكوين صداقات معه وترويضه. لإبقائه ساكناً مهما كان قوياً ، تعامل معه واستضافه عندما يأتي واحتفظ به كضيف مؤقت دون منحه حق الإقامة الدائمة. التجارب والصدمات تعطينا منظورًا أعمق وأفضل. تعلمت أن معظم المشاعر المؤلمة فورية ، وسوف تتغير بعد فترة وتتحول إلى حجارة تدعم أساساتي للوقوف أطول وأكثر مرونة ، لأتسلق والارتفاع بعيدًا عن ضحالة القاع. التفكير في رد الفعل المناسب .. ألا تخاف ، ولا تتوقع الكثير ، وأن أبتعد بضع خطوات للسماح لي برؤية الصورة بشكل أكثر وضوحًا. ابتسم ، التعارف. تعلمت يا صديقي أن التجاهل فن عظيم. إذا أتقناها ، تصبح الحياة سلسة وسهلة وناعمة. نحن من نعطي الأشياء والناس قيمتها بقدر ما نهتم بها ونشعر بها. وتلك الحرية تكمن في التخلي ، هذه هي القاعدة الذهبية. بقدر ما تحتاج ، وكذلك عائلتك. أهم شيء تعلمه صديقي أن بعض الأفراح مثل الحلويات تأتي ملفوفة بالحزن ، ما عليك سوى إزالة الغطاء الذي يخفيها ويخفيها عن تصوراتنا حتى نتمكن من تذوق حلاوتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى