علماء المال والسلطة

ويقال أن أحد العلماء من السلف تحدث عن أحد أئمة المؤمنين بما لم يحبه ويرضى أمام الناس فأمر حاشيته بإبعاده من وظيفته .. قالوا : لا عمل عنده أمير المؤمنين !! قال: حرموه من الهدايا .. قالوا: لا يأخذ الهدية !! قال: إذا توقفوا عن هباته .. قالوا: لم يأخذ هدية قط !! قال: امنعوه من مال خزينة المسلمين .. قالوا: لا يأخذ شيئًا يا أمير المؤمنين !! الحرف يكسب منه.

قدمت هذه المقالة مع تلك القصة ، لأعطي القارئ صورة للعالم الإلهي الذي حرص على عدم ربط دينه بعطايا وعطايا الحاكم ، ولم يضع علمه رهنًا لقمة العيش وكم المال والوضع الذي سيقدمه الحاكم له ، لكنه تحرر من كل ذلك ولم يستأنف إلا حكم الله تعالى بعد أن حرر نفسه من عبودية المال والهيبة.

لا يخلو تاريخنا من العلماء والدعاة الذين يميلون إلى الانجراف نحو أوهام هذا العالم ، لذا أصبحوا جزءًا من حاشية القادة والرؤساء والموظفين في الحكومات التي تعاني من خلل في ميزان العدالة ، وفسادهم معروف لدى القطاع الخاص. والجمهور ، كما كان يقول الإمام الغزالي في “النهضة”: الشريعة ، وفيها صرامة وقسوة تدخل بها الأخبار والآثار “. فكيف بمن يقرع الأبواب وينتظر عتبات الملوك والزعماء والحكام لينال استحسانًا أو يكسب حفنة من المال أو يشبع رغبة في شغل منصب مهم ؟! قال ابن مسعود رضي الله عنه: “رجل دخل السلطان بدينه فيخرج بغير دين. قيل: لماذا؟ قال: لأنه يرضيه – أي السلطان – من غضب الله.

إذا كانت قسوة السلف على من جاء إلى أبواب الحكام في زمانهم فكيف يكون لو رأوا من هو منظم اليوم تحت مظلتهم ولا يتحدث عن قضايا الأمة المصيرية إلا من قبل. وعلى الرغم من ذلك فهو يرتدي ثياب النعمة ويتقاضى أجورًا أعلى ويسكن في القصور ويتمتع بهداياها من حين لآخر؟ وحقيقة من قال: والرضا المعين من كل عيب كليله.

واليوم نرى من نسميهم علماء وخطباء تركوا أماكنهم في مجالس المعرفة والدعوة ، وهم منشغلون بالعالم وزخرفته العابرة. المال ، والسعي في كل طريق يقودهم إلى المناصب ، وتخلوا عن أهم واجباتهم ، وهي إسداء النصح للحكام ، وبيان الحقيقة لهم ، حتى لو أغضبهم ذلك ، ودعم المظلومين ، من خلال تنبيه الحكام إلى موضع الظلم إذا كان من مرؤوسيهم ، أو ببيان عواقب الظلم وقبحه ، إذا كان الظلم من قبل الحاكم نفسه ، وهذا الأمر من النصيحة التامة لأئمة الإسلام. المسلمون وعوامهم.

نعلم تمام العلم أنه بتكريم العلماء تحفظ الشريعة ، وتنشر أحكامها ، وتجمع الأمة ، وتجمع كلمة المسلمين ، ويأمر عامة الناس بكلام العلماء لما لهم من مكانة وحيوية. والمسلمون مخلصون لدينهم عند نزول الفتن والاضطراب. السلطة.” إنهم لا يخالفون نهج السلف فحسب ، بل يرتكبون الظلم بحق أنفسهم وعامة الناس والوطن ، لأنهم يضفيون نوعًا من الشرعية الدينية على الحاكم المستبد ، ويساعدونه على أكثر استبدادًا واستبدادًا بفتواهم. وفيها لا يعتنون بذمة ولا يحفظون العلم بها مما يجعل الحاكم يستمد منهم وجوده وشرعيته فينسون نصيحته ولا يرون مقاومة لظلمه واستبداده ، و يخضعون لنصوص دينية لخدمته فيلتف أعناقهم ويفسرونها حسب ما يراه ويؤمن به فيزعمون أن طاعة الحاكم وإن كان ظالمًا واجبة ولا يجوز التمرد عليه. عليه ، ولكن بمجرد وقوفه على باب الحاكم ، أو عرقهم على مجالسه ، يشجعه على الاستمرار في أخطائه ، وهذا يمنع العالم أو الواعظ من القول بالإنصاف. رتب بينما هو متشمس في نعيم الحاكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى