الفرق بين التوكل والتواكل

الفرق بين التبعية والاعتماد كلمتان ، الفرق بينهما يتطلب توضيحا ، ولهذا يسأل العبد المسلم عن الفرق بينهما ، حتى يفرق بينهما في أقواله وأفعاله ، خاصة وأن حياة العبد المسلم تعتمد على الله تعالى. فعندما يتوكل على الله ويسلم أمره لله تعالى يشعر بالسلام والراحة ولهذا السبب مفهوم الأمانة والثقة والفرق بينهما وكيف تتحقق الثقة بالله وما هي. الأماكن التي وردت فيها كلمة الثقة في القرآن الكريم ، وسنذكر في هذا المقال بعض أمثلة الثقة بالأنبياء والمرسلين.

مفهوم الثقة والاعتماد

التوكل على الله -تعالى- من العبادات التي يجب أن تكون على العبد المسلم ، كما قال تعالى: {ويتوكل على الحي الذي لا يموت ويمجده ويكفي ذنوب عبيده.} ،[1] وجاءت كلمة “الاتكال” في اللغة بمعنى الاعتماد على الآخرين ، ولكن في الاصطلاح الشرعي: هو إخلاص القلب في الاعتماد على الله تعالى في السعي وراء الرخاء والبلاء في أمور الدنيا والآخرة ، مثل العمل والزواج والدراسة ، قال الجرجاني: الأمانة على ما عند الله عز وجل ، واليأس مما في أيدي الناس ، وأما التبعية فقد جاء تعريفها: الاعتماد على الآخرين في تحقيق المصالح ، وهذا مخالف للشريعة الإسلامية. لأنها تدل على ضعف الإنسان وعدم قدرته على الاستعانة بالآخرين في تلبية احتياجاته دون أخذ الأسباب والجهود المطلوبة.[2]

الفرق بين الاعتماد والاعتماد

ويختلف الاعتماد والاعتماد في المعنى ، وأمور أخرى كثيرة وضعها العلماء بعد الاستدلال من المعنى ورؤية أحوال الناس في ذلك ، وسنذكر الفرق بين الاعتماد والاعتماد في النقاط التالية:

  • التوكل هو الاعتماد الصادق على الله سبحانه وتعالى ، والاعتماد الكامل على الآخرين.
  • ينال الاعتماد على رضا الله الذي يحقق به الإنسان ما يشاء. أما الاعتماد على الإنسان فلا ينال استحسان الله لأنه لا يصل إلى الهدف المنشود.
  • الاعتماد يجعل العبد كثير الدعاء واللجوء إلى الله تعالى. أما التوكل فلا يلجأ العبد إلى الله ؛ لكن طلبه من الآخرين فقط.
  • الاعتماد على العبد يجعله يشعر بالراحة والطمأنينة على كل قوته وحياته وصحته. ولأن الله هو المسؤول عن ذلك ، وأما الاتكال ، فقد يشعر العبد بالخوف بسبب قلة جهده وكسله.
  • الاعتماد يتطلب الصبر والتحمل ولكن الثقة لا تعرف الصبر والتحمل.
  • يمنح الاعتماد للخادم شعورًا بالرضا والفرح. لأنه يبحث عن ثمرة كفاحه ويرىها ، ولكن الذي يعتمد عليه لا يشعر بأي فرح لعدم جهاده ورؤية إنجازه.

ما هي الخرافة في الإسلام وحكمها في الكتاب والسنة؟

كيف تحقق التوكل على الله

وقد ذكرنا أن التوكل يقوم على الثقة في ما عند الله من تحقيق رغبة العبد وطلبه ، ولا يتحقق ذلك إلا بأشياء جمعها العلماء في كتبهم ، ومنها:[3]

  • منطق: وهو ما يلجأ إليه العبد المسلم في سعيه وتحقيق رغبته في الحياة ، فيأخذ الأسباب بتوكله على الله. على سبيل المثال ، يأخذ المريض الدواء للعلاج ؛ لكن يجب أن يراه كوسيلة لشفائه ، وليس علاجًا في حد ذاته.
  • صلاة من أجل: أنه لجوء العبد المسلم إلى دعاء الله تعالى ؛ والدعاء أمامه أن يتولى شؤونه ويلبي طلبه في الرزق والعمل والزواج مثلا. اللهم اشفني اللهم تزوجني اللهم باركني. كل هذا يحقق الاتكال على الله وحده لا شريك غيره.
  • فكر جيدا بالله: ويتحقق الاعتماد على حسن التفكير في الله وانتظار الرد منه برضا وقبول كاملين ، كما قال تعالى في حديثه السماوي: “أنا كما يفكر عبادي بي ، فليفكر بي كما يشاء. ” وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إن رزقك كما يرزقك العصفور ، تنام وتخلد إلى الفراش.[4]

كيف يمكن للإنسان أن يتجنب ولاية الشيطان وينجو من سلطانه عليه؟

ثمار الاتكال على الله

التوكل على الله تعالى حق في الثقة كما ذكرنا أعلاه وفي أمور معينة.[5]

  • نعمة وسعة في الرزق.
  • أحد الفصول الخاصة بتسوية الديون ؛ قال تعالى: {ومن توكل على الله يكفيه}.[6]
  • الحماية من الشيطان وإغراءاته ؛ قال تعالى: {ليس له سلطان على الذين آمنوا بربهم توكلوا}.[7]
  • طريقة لدخول الجنة والابتعاد عن نار الجحيم. حيث قال رسول الله: سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب. قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يكتفون ولا يستعبدون ويتوكلون على ربهم.[8]
  • طريق الانتصار والمجد. قال تعالى: {ومن توكل على الله فالله قدير حكيم}.[9]
  • نيل رضى الله ومحبته -تعالى- في الدنيا والآخرة.
  • البعد عن التشاؤم والشعور بزوال الهموم والأسى.

مواضع الاستناد المذكورة في القرآن الكريم

وقد ورد ذكر الاعتماد في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة بشكل كبير ، وذلك لإحساس الإنسان بعظمة الاستسلام والتوكل على الله تعالى ، والثمار التي يصادفها بعد ذلك. ومن الآيات التي جاء فيها الثقة ما يلي:

  • قال تعالى: {وعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين}.[10]
  • قال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت ، فمجده بحمده.[11]
  • قال تعالى: {ومن اتَّقَ الله أَخْرُجَهُ * وَأَفَقَ لَهُ مَا لا يَتَوَقَّعُهُ.[12]
  • قال تعالى: {ليس له سلطان على الذين آمنوا بربهم توكلوا}.[13]
  • قال تعالى: {قل لا يصيبنا إلا ما قدر الله لنا. هو حامينا وعلى الله فليتكل المؤمنون.[14]
  • قال تعالى: {فتوكلوا على الله فإنكم على الحق الظاهر}.[15]

دعاء التوكل على الله والاستعانة به

أمثلة على ثقة الأنبياء والصالحين

يجب على العبد المسلم أن يبحث في حياة الأنبياء والصالحين ليأخذ الدروس من الدروس ، وأن يثق في طريقة عمل الأنبياء والصالحين عندما اعتمدوا ونالوا ما وصلوا إليه من كرم الله تعالى. وذلك في الآتي:[16]

  • توكل أم موسى. فلما تركت موسى عليه السلام ، وفوضت الله أمرها ، ردها إليها. تعالى: ألهمنا أم موسى أن ترضعه إذا خففت فوليكايا في البحر ولا تخاف ولا تحزن على سيئي وأنت جعلوه من المرسلين * فالتقطته فرعون ليكونوا عدوهم ويحزن فرعون وهامان وجنودهم كانوا خطاة} هو قال.[17]
  • اعتمد رسول الله على حمرا الأسد؛ حيث أخبرهم أن أبا سفيان قد يجمعهم ، ينزل تعالى: لقد جمعكم الناس فاجكوهم} ، ثم أوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل قائلًا: {يزيد الإيمان وقال الله ونعم الوكيل فنجباوا بالنعمة. والله فضل ولا أمشمهم سوء وتبعهم رضوان الله عز وجل.}[18]
  • ثقة يعقوب؛ حيث قال الله تعالى: لن يرسل معك إلا أن يتوننا من الله أن يوثقنا منه إلا أن يعلمك عند أتوه متقحم الله بما نقول به الوكيل * وقلنا يا بني لا تدخل من باب واحد ، وأتيت من أبواب مختلفة وتغني عنك من عند الله شي الحق ، فالحكم لله وحده ، عليه توكلت عليه ، فليتوكل المتكلون عليه.}[19]
  • موسى عليه السلام توكل على دعوة فرعون؛ حيث يقول: كذا بني إسرائيل أورتناها * * فلما فتباوهم مشيرقان ظهر جماعيان قال موسى فأنا أعلم * كلاهما قال ذلك معي ربي سياحدين}.[20]

وها نحن نصل إلى خاتمة المقال الفرق بين الاعتماد والاعتمادحيث تعرفنا على مفهوم الثقة في الثقة ، ثم تعرفنا على الفرق بينهما ، وذكرنا ثمار الثقة بالله ، بعد أن عرفنا كيف تتحقق الثقة ، وشرحنا الآيات. وفيها ذكر الثقة ثم تطرقنا إلى أمثلة بعض الأنبياء والصالحين في الأمانة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى